نصّاب الـ 50 مليار دولار
updateDate = "الأحد 21 ديسمبر 2008 04:00"
google_author = 'author:أنيس ديوب';
document.getElementById('crumbs-dir').innerHTML = 'سياسة واقتصاد / آراء وتحليلات /'
دخل برنارد مادوف الوسيط في حي الأعمال في وول ستريت والرئيس السابق لبورصة ناسداك في نيويورك التاريخ وموسوعة غينيس للأرقام القياسية بوصفه أكبر نصاب على مر العصور حيث بلغت قيمة عملية النصب التي كشف عنها قبل أيام 50 مليار دولار.
فقد جاء في تفاصيل القصة التي هي أغرب من ألف وليلة وأيضاً من قصص الجان،أن مادوف البالغ من العمر 70 عاماً أنشأ صندوقاً استثمارياً حمل اسمه أي "مادوف للاستثمار" بقيمة 50 مليار دولار ولجأ لتغطية الخسائر التي لحقت بالصندوق من أموال المستثمرين الجدد التي لديه.
الطريف في الأمر أيضا أن مادوف حصل على أمر إطلاق سراح بضمان قدره 10 مليون دولار أمريكي بعد يوم واحد من اعتقاله، رغم إقراره بعملية الاحتيال التي قال بعظمة لسانه أنها "كذبة كبرى".
أما ضحاياه فهم من كبار المستثمرين الأفراد ومن شركات الاستثمار الكبرى من أمثال فريد ويلبون، المالك الرئيسي لفريق نيويورك ميتس للبيسبول، ونورمان برامان المالك السابق لفريق كرة قدم أمريكي، وأيضا بنكHSBC وبنك «بي إن بي باريبا" وشركة "نومورا" القابضة في اليابان وبنك "نيفو برايفيت" في زيوريخ وبنك "سانتاندر" و3 صناديق تحوط مهمة وأسماء كبرى أخرى في عالم الاستثمار لا مجال لذكرها هنا، ويتم الإعلان عنها تباعاً.
وفي أعقاب هذه الفضيحة الكبرى أعلنت شركة «ماكسام كابيتال مانجمنت» خسائر بقيمة 280 مليون دولار في أموال استثمرتها مع مادوف، حيث قالت مؤسسة الشركة ورئيسة مجلس إدارتها، ساندرا مانزك «لقد دمرنا تماما».
مادوف لم يكن لوحده بطلاً لأكبر عملية نصب في التاريخ. فقد شاركته وتولت إدراة الشركة الاستثمارية التي أنشأها سيدة بريطانية وصفتها وسائل الإعلام هذا العام بانها «المرأة الخارقة».
وفي مقابلة صحفية أجريت معها هذا العام، امتدحت هذه المرأة الخارقة، مادوف وقالت أن عمله يسير بشكل ممتاز في سوق الأسهم الأمريكية وأن عائد الاستثمار في صندوقه تراوح بين 1 الى 1.2 بالمائة شهرياً خلال السنوات الماضية.
أما دان هورويتز محامي مادوف فقد قال أن "موكله رجل عريق في صناعة الخدمات المالية، وسيقاتل للخروج من هذه الأزمة".
وحسب مذكرة اتهام المدعي العام ضد مادوف فانه اعترف أمام العاملين لديه أن عمل الصندوق مبني على الغش والاحتيال، كما أنه يواجه الإفلاس منذ عدة سنوات وأن حجم الاحتيال بلغ 50 مليار دولار.
وأبلغ مادوف موظفيه "أنه انتهى" وينوي تسليم نفسه للسلطات الحكومية لكن بعد أن يدفع المبلغ المتبقي في الصندوق الذي ترواح ما بين 200 الى 300 مليون دولار لعدد مختار من الموظفين لديه وأصدقائه وأفراد عائلته. وهنا لابد من ملاحظة المبلغ المتبقي في الصندوق على حد قول مادوف وكذلك لابد من ملاحظة لمن سيذهب هذا المبلغ!.
أما في حال أدين مادوف السبعيني هذا، فسيحكم عليه بالسجن 20 عاما ودفع غرامة بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي!
بالطبع لم تتجرأ بعد أية جهة عربية (أفراداً أم شركات أم صناديق) ربما تكون قد وضعت استثمارات مع مادوف على إعلان خسائرها في صندوق مادوف.
وجرياً على ما لمسناه وشاهدناه سابقاً، وبخاصة سلوك الجهات العربية من أفراد وبنوك وصناديق، في أزمة الرهن العقاري الأمريكية الأخيرة وتداعياتها، فان العرب هم آخر من يعلنون عن خسائرهم. هذا بالطبع إذا أعلنوا عنها أصلاً، أو إذا أعلنوا فعلاً عن حجمها.
بالأمس القريب دعيت الصناديق والبنوك العربية لإعلان خسائرها الحقيقية في أزمة الرهن الأمريكية، لكن جهتان فقط(نعم جهتان) استجابتا.
نحن العرب، استطعنا أن نثبت أننا أسياد في التستر، وبخاصة التستر على الخسائر و الهزائم، لابل تحويلها، إلى انتصارات.
نعم انتصارات ألا تتذكرون!!؟.
updateDate = "الأحد 21 ديسمبر 2008 04:00"
google_author = 'author:أنيس ديوب';
document.getElementById('crumbs-dir').innerHTML = 'سياسة واقتصاد / آراء وتحليلات /'
دخل برنارد مادوف الوسيط في حي الأعمال في وول ستريت والرئيس السابق لبورصة ناسداك في نيويورك التاريخ وموسوعة غينيس للأرقام القياسية بوصفه أكبر نصاب على مر العصور حيث بلغت قيمة عملية النصب التي كشف عنها قبل أيام 50 مليار دولار.
فقد جاء في تفاصيل القصة التي هي أغرب من ألف وليلة وأيضاً من قصص الجان،أن مادوف البالغ من العمر 70 عاماً أنشأ صندوقاً استثمارياً حمل اسمه أي "مادوف للاستثمار" بقيمة 50 مليار دولار ولجأ لتغطية الخسائر التي لحقت بالصندوق من أموال المستثمرين الجدد التي لديه.
الطريف في الأمر أيضا أن مادوف حصل على أمر إطلاق سراح بضمان قدره 10 مليون دولار أمريكي بعد يوم واحد من اعتقاله، رغم إقراره بعملية الاحتيال التي قال بعظمة لسانه أنها "كذبة كبرى".
أما ضحاياه فهم من كبار المستثمرين الأفراد ومن شركات الاستثمار الكبرى من أمثال فريد ويلبون، المالك الرئيسي لفريق نيويورك ميتس للبيسبول، ونورمان برامان المالك السابق لفريق كرة قدم أمريكي، وأيضا بنكHSBC وبنك «بي إن بي باريبا" وشركة "نومورا" القابضة في اليابان وبنك "نيفو برايفيت" في زيوريخ وبنك "سانتاندر" و3 صناديق تحوط مهمة وأسماء كبرى أخرى في عالم الاستثمار لا مجال لذكرها هنا، ويتم الإعلان عنها تباعاً.
وفي أعقاب هذه الفضيحة الكبرى أعلنت شركة «ماكسام كابيتال مانجمنت» خسائر بقيمة 280 مليون دولار في أموال استثمرتها مع مادوف، حيث قالت مؤسسة الشركة ورئيسة مجلس إدارتها، ساندرا مانزك «لقد دمرنا تماما».
مادوف لم يكن لوحده بطلاً لأكبر عملية نصب في التاريخ. فقد شاركته وتولت إدراة الشركة الاستثمارية التي أنشأها سيدة بريطانية وصفتها وسائل الإعلام هذا العام بانها «المرأة الخارقة».
وفي مقابلة صحفية أجريت معها هذا العام، امتدحت هذه المرأة الخارقة، مادوف وقالت أن عمله يسير بشكل ممتاز في سوق الأسهم الأمريكية وأن عائد الاستثمار في صندوقه تراوح بين 1 الى 1.2 بالمائة شهرياً خلال السنوات الماضية.
أما دان هورويتز محامي مادوف فقد قال أن "موكله رجل عريق في صناعة الخدمات المالية، وسيقاتل للخروج من هذه الأزمة".
وحسب مذكرة اتهام المدعي العام ضد مادوف فانه اعترف أمام العاملين لديه أن عمل الصندوق مبني على الغش والاحتيال، كما أنه يواجه الإفلاس منذ عدة سنوات وأن حجم الاحتيال بلغ 50 مليار دولار.
وأبلغ مادوف موظفيه "أنه انتهى" وينوي تسليم نفسه للسلطات الحكومية لكن بعد أن يدفع المبلغ المتبقي في الصندوق الذي ترواح ما بين 200 الى 300 مليون دولار لعدد مختار من الموظفين لديه وأصدقائه وأفراد عائلته. وهنا لابد من ملاحظة المبلغ المتبقي في الصندوق على حد قول مادوف وكذلك لابد من ملاحظة لمن سيذهب هذا المبلغ!.
أما في حال أدين مادوف السبعيني هذا، فسيحكم عليه بالسجن 20 عاما ودفع غرامة بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي!
بالطبع لم تتجرأ بعد أية جهة عربية (أفراداً أم شركات أم صناديق) ربما تكون قد وضعت استثمارات مع مادوف على إعلان خسائرها في صندوق مادوف.
وجرياً على ما لمسناه وشاهدناه سابقاً، وبخاصة سلوك الجهات العربية من أفراد وبنوك وصناديق، في أزمة الرهن العقاري الأمريكية الأخيرة وتداعياتها، فان العرب هم آخر من يعلنون عن خسائرهم. هذا بالطبع إذا أعلنوا عنها أصلاً، أو إذا أعلنوا فعلاً عن حجمها.
بالأمس القريب دعيت الصناديق والبنوك العربية لإعلان خسائرها الحقيقية في أزمة الرهن الأمريكية، لكن جهتان فقط(نعم جهتان) استجابتا.
نحن العرب، استطعنا أن نثبت أننا أسياد في التستر، وبخاصة التستر على الخسائر و الهزائم، لابل تحويلها، إلى انتصارات.
نعم انتصارات ألا تتذكرون!!؟.