tcav__story_init();
بعد لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق اليوم، تنبا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بأن يكون العام القادم سنة للتعاون وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية ولبنان والعراق.
جاءت تصريحات ميليباند خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره السوري وليد المعلم بعد أن أجرى الاثنان محادثات مشتركة في أعقاب لقاء الوزير البريطاني مع الرئيس الأسد.
وقال مراسلنا في العاصمة السورية، أحمد كامل، إن وصول ميليباند إلى دمشق وإجرائه محادثات مع كبار المسؤولين في سورية "يُعد خطوة متقدمة على طريق تطبيع العلاقات السورية-البريطانية التي انتقلت من الدفء الشديد في النصف الأول من العقد الحالي إلى شبه القطيعة بعد عام 2005." مبررات التطبيع
وينقل المراسل عن ميليباند قوله إن مبررات التطبيع مع دمشق تتمثل في مساعدة سورية بشكل فعال أكثر في حل الأزمة اللبنانية وإثباتها أنها مع السلام في المنطقة، كان وذلك واضحا من خلال إجرائها مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر الوسيط التركي.
تستطيع سورية أداء دور كبير في إشاعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمكنها أن تكون عامل استقرار كما يمكنها أيضا أن تكون عامل توتر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند |
وقال الوزير البريطاني إنه بحث مع المسؤولين السوريين أيضا آخر تطورات الملف النووي الإيراني وعلاقات دمشق بطهران. ردم الهوة
وبدوره أكد الوزير المعلم أن المسؤولين في سورية باتوا يشعرون بالسعادة لأن الغرب لم يعد يطرح موضوع العلاقات بين دمشق وطهران، بل "أصبح الموضوع المطروح هو كيف يستطيع السوريون المساعدة لردم الهوة من عدم الثقة القائمة حاليا بين إيران والغرب".
يُذكر أن زيارة ميليباند الى سورية، وهي الأولى من نوعها لمسؤول بريطاني رفيع منذ زيارة رئيس الوزراء السابق توني بلير عام 2001، تجري في إطار جولة يقوم بها إلى منطقة الشرق الأوسط وتشمل أيضا إسرائيل والضفة الغربية ولبنان.
قام ديفيد مليباند بجولة في سوق الحميدية القديم خلال تواجده في دمشق |
ودعا الوزير البريطاني الجانبين إلى مواصلة الالتزام باتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة منذ خمسة شهور، والذي يتعرض لضغوط قوية حاليا. نزع الفتيل
وتعتبر زيارة الوزير البريطاني لدمشق الأخيرة في سلسلة من الزيارات المتبادلة التي يقوم بها مسؤولون سوريون وأوروبيون بهدف نزع فتيل التوتر الذي شاب العلاقات بين الجانبين خلال السنوات الثلاث الماضية، فقد جاءت بعد شهر واحد من الزيارة التي قام بها المعلم الى لندن. "تفاهم"
وقال ميليباند لـ بي بي سي إن بناء الثقة المتبادلة بين بريطانيا وسورية يعتبر أمرا حيويا، طالما أن لدمشق دورا كعامل استقرار في منطقة الشرق الأوسط. عاما توتر أم استقرار؟
أصبح الموضوع المطروح هو كيف يستطيع السوريون المساعدة لردم الهوة من عدم الثقة القائمة حاليا بين إيران والغرب". وزير الخارجية السوري وليد المعلم |
ومضى إلى القول: "لقد دأبت على التحدث مع نظيري السوري على مر الأشهر الـ 18 الأخيرة حول المسؤوليات التي ينبغي لسورية أن تضطلع بها في المنطقة فيما يخص الإرهاب والعراق وعملية السلام، وستوفر زيارتي فرصة للمضي قدما بهذه المشاورات إلى الأمام."
يُذكر أن سورية تعاني من عزلة دبلوماسية منذ اتهامها بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005، وهي تهمة تنفيها دمشق جملة وتفصيلا.
كما كانت العلاقات التي تقيمها سورية مع إيران وحركة حماس وحزب الله اللبناني سببا لمقاطعة واشنطن لدمشق.
إلا أن الاتحاد الأوروبي، وبمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، قرر مؤخرا اتخاذ الخطوات الكفيلة بإعادة سورية إلى الحظيرة الدولية، قائلا إن التعاطي مع دمشق هو السبيل الأفضل لإحراز تقدم.